-A +A
عبير الفوزان
تحت ذريعة (الثأر للحسين)، منذ ألف وثلاثمائة وسبعة وسبعين عاما وبعض الشيعة يبحثون عن ما يطهرهم من تخاذلهم وخذلانهم للحسين بن علي. أكثر من ثلاثة عشر قرنا وهم في عناء وكأن ما أصابهم من جراء ذلك لعنة لن تتلاشى إلاّ بتلاشيهم.

يقوم الصفويون اليوم، بسبب تلك اللعنة التي لحقت بآبائهم، بمحاولة زعزعة أمن المنطقة، لفعل ما فعله ابن العلقمي في بغداد عام 656 للهجرة من قتل للخليفة العباسي المستعصم، واستباحة بغداد بقتل النساء والشيوخ ثأرا للحسين، فيتفننون هم بدورهم في الثأر الحديث.. تارة بالتعدي على الحجيج في مواسم الحج، وتارة بنشر الإرهاب بالمنطقة، وكأن الدين، والمقدسات، وأمن المنطقة خصيمهم!


ما يحدث في اليمن من زعزعة لأمنه واستنزاف لموارده، وتشتت لأبنائه، وإثارة القلاقل مع جيرانه ما هو إلاّ ثأر صفوي، حيث وصل الأمر بهم إلى دفع الحوثي لاستخدام المساجد في اليمن كمنصات لإطلاق الصواريخ، وتوجيهها إلى أشرف بقعة في الأرض (مكة المكرمة).

كم يحتاج الصفويون من لعنة خلاف لعنتهم الأولى- مقتل الحسين- ليثور جيل من أصلابهم على هذا السخف، وتلك الترهات؟! أم أن اللعنات ستتوالى ليأتي بعدهم جيل لاطم ومطبر أيضا، ويصرخون (ياللكعبة)عندما يتم هدم الكعبة بصواريخهم البالستية.

مع الأسف- لم يتعلم هؤلاء من تاريخهم المرير فداحة عنفهم، ولم يقرأ أصدقاؤهم (الحوثي وصالح) تاريخ وعودهم الكاذبة، وكيف يتخلون عن الأصدقاء عندما يحمى الوطيس، ثم يقومون بالبكاء واللطم عليه، كما كانت تفعل النساء في العصر الجاهلي.

الحوثي وصالح في اليمن، الذي بات تعيسا ومدمرا، يسيران وفق أجندة تشبه الأجندة التي سار عليها العلقمي، فتعاون مع هولاكو المغول، واستباح بغداد ثأرا لمن قُتل قبله بـ600 عام. إنه حقد مجنون وثأر غبي، ليس في الإسلام من شيء، فليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب.